تربية الطفل الأطفال نعمةٌ من الله سبحانه وتعالى؛ لذلك تَقَع على عاتق الآباء والأمّهات مسؤوليّةً كبيرة وهي التربية السليمة، خصوصاََ في ظل الظروف والتطورات المحيطة بنا.
التربية كمفهوم تعني تزويد الطفل بالعلم والمعرفة اللازمة لنموّ عقله وتوسيع مدركاته وتفكيره، والرعاية والاهتمام بالجانب الأخلاقي وإكسابه أساسيّات وقواعد السلوك بما يضمن تكيّفه مع المجتمع، ويكون ذلك تدريجيّاََ وحسب المرحلة العمرية للطفل، كذلك تشمل التربية العناية بتغذية الطفل ورعايته صحيّاََ، والاهتمام بالجانب الروحي والعاطفي، وتوجيه ميول الطّفل وربطه بالأخلاق الحميدة؛ ليكبر قويّاََ وقادراََ على مواجهة الحياة وتحدّياتها ولضمان استقرار وسعادة الأسرة والمجتمع.
العوامل المؤثرة على تربية الطفل
- الأسرة ونوع العلاقات بينها: من أهمّ العوامل التي تؤثر في الطفل وتنشئته، فهي أوّل ما يقابل الطفل وتُسهم بشكل مباشر في تكوين شخصيته، كما أن طبيعة العلاقة بين الأسرة الواحدة لها دور مهم، فعندما يسود جو الحب والتفاهم والاحترام بين أفراد الأسرة فإنّ هذا يساعد على نمو الطفل بطريقة سليمة ومتكاملة.
- الأماكن التعليميّة: دور الحضانة والمدارس وتتمثّل بالمعلمين والمدير والزملاء، الذين يُساهموا بشكل مباشر أو غير مباشر في تكوين شخصيّة الطفل.
- الأصدقاء: فالأصدقاء من أكثر العوامل التي تؤثّر على الطفل وعلى تصرّفاه سواءً الإيجابيّة أم السلبيّة.
- الدين وأماكن العبادة: تختلف الأديان وممارساتها؛ لذلك فإنّ لها تأثيراً كبيراً على نشأة الطفل، فأماكن العبادة بأجوائها وطقوسها الدينيّة كالصلاة والدعاء تؤسس لتوجهات الطفل الدينية والأخلاقيّة والروحانيّة.
- وسائل الإعلام والانترنت: في ظلّ وجود عدد كبير من البرامج والألعاب الموجّهة للأطفال يجب على الأهل مُراقبة ما تحتويه وكيفيّة تأثيرها على الأطفال واختيار المناسب والمفيد منها لهم.
- المجتمع: يتأثّر الطفل بشكل مباشر من ثقافة مجتمعه السائدة.
الأساليب الصحيحة لتربية الطفل
- القدوة الحسنة: خصوصاََ بالنسبة للوالدين؛ بحيث يجب أن تنعكس القيم والأخلاق والقواعد على تصرّفاتهم حتى يتطبع الأطفال بها وتصبح جزءاً منهم.
- استخدام أسلوب النّقاش: يعزّز هذا الأسلوب لدى الطفل أهميّة الحوار وتبادل الآراء باحترام وتقبل الاختلاف.
- وضع ثوابت ومنح الطفل بعض الحريّة: بعد تحديد الثوابت والحدود التي يجب الالتزام بها من الجيّد إعطاء الطفل بعض الحرية في اختيار الأصدقاء أو الملابس والهوايات مع المراقبة والتوجيه عند الحاجة.
- العلاقة المتينة بين الوالدين والطفل: بالتعامل مع الطفل كصديق ومنحه الأمان والحب حتى يلجأ للأهل في كل الظروف ممّا يُمكّنهم من التعرّف على الاتجاه الذي يسير فيه، وبالتالي يتقبّل الطفل التوجيه والمشورة منهم دون الحاجة إلى توبيخ.
- احترام الطفل وتقديره: احترام الطفل أمام الآخرين حتى وإن أخطأ، فذلك يمنحه ثقةً في النفس وفي الناس، كما أنّ تقدير الطفل والثناء على سلوكيّاته أو نجاحه المدرسي يزيد أهميّتها لديه ويشجّعه على الاستمرار بها.